واتساع خياله، هذا والله ليس بذم، إنما هو مدح، فإن العلوم كلها إنما تدرك بهذه الأمور.

وقوله: ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، هكذا كلام الخصوم والأعداء.

وقوله: وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه، والرد عليه وحبس بإجماع العلماء، غير مسلم ذلك له، ومن نظر في الدرج الذي كتب له في حياته وهو محبوس، وهو عندي بخط غالب الشافعية وغيرهم، علم أن هذا الكلام غير صحيح، وهو كلام تعصب وحمية.

وقوله: ولكن له أتباع ينعتقون ولا يعون، كيف يسعه أن يقول هذا عن أهل العلم؟ وهذا من أعظم الأدلة على تعصبه. وقوله: وكنا تتبرم بالكلام معهم ومع أمثالهم، هذا دليل البغض والعداوة، وقد ظهر ما عنده ولم يعلم بذلك، ولا يقبل قول خصم في خصمه. والله الموفق ... إلى أن قال: وقول السبكي في المسألة السادسة من الجواب المذكور: والمسألة محتملة عندي، أعني استحقاق الولد نصيب والده من سائر البطون من هذا الوقف، وقلبي يميل إليه لإشعار كلام الواقف بالميل إليه، ولا أجد له دليلا عليه إلا تعميم الموقوف عليه مع العمل بمفهوم الأولى، وهو اللفظ عنه، فإني فيه متوقف، أعني في نصيب من مات عن ولد من البطن الثاني فمن بعده. انتهى كلامه.

قلت: وما ذكره أن قلبه يميل إليه، هو محض كلام ابن تيمية الذي أنكره عليه فيما تقدم، ولكنه وضعه في غير قوالبه، ووجهه بغير ما وجهه، فليحظ ذلك، فإنا لله وإنا إليه راجعون من النظر بعين البغض، وتعصباً لهوى ... إلى أن قال: قال مصنفه: فرغت من كتابته في ليلة يسفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015