فيوم عرفة له فضائل منها: أنه يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة، وعيد لأهل الاسلام، وقيل: إنه الشفع الذي أقسم الله به، والوتر يوم النحر، وهو أفضل الأيام، وصيامه كفارة سنتين، وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف للملائكة، ويوهب فيه المسيء للمحسن، ويشفع فيه المحسن للمسيء، وتفتح أبواب السماء، ولا يكون الشيطان في يوم أحقر منه فيه.

وقف مطرف وبكر المزني، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه موقفاً، وأرجاه لأهله لولا أي فيهم.

ووقف الفضيل بعرفة، والناس يدعون وهو يبكي وقد حال البكاء بينه وبين الدعاء، فلما كادت الشمس أن تغرب قال ورفع رأسه إلى السماء: واسوءتاه منك وإن عفوت، وقال لشعيب بن حرب: إن كنت تظن أنه شهد الموقف شر مني ومنك، فبئس ما ظننت.

وقال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان، فالتفت إلي فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ فقال: الذي لا يظن أن الله يغفر لهم.

وروي عن الفضيل أنه نظر إلى ضجيج الناس عشية عرفة وبكائهم، فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل، فسألوه دانقاً، يعني سدس درهم، أكان يردهم، قالوا: لا والله. قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق.

ثم قال: وعند الرمي يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، أرضي بك الرحمن، وأسخط بك الشيطان، اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً إلى آخره.

وعند الحلق: اللهم اكتب لي بكل شعرة حسنة، وارفع لي بها درجة، واغفر لي وللمحلقين يا واسع المغفرة. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015