30 - خطبة في بعثة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي منَّ علينا بالنبي الكريم، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، واستنقذنا به من الضلال والعذاب الأليم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قال الله فيه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في هديهم القويم.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله حق تقاته، وذلك بكمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع هداه، فلقد بعثه الله رحمة للعالمين، وهدى للمتقين، وحجة على العالمين.
وكانت ولادته وهجرته ووفاته في شهر ربيع الأول، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأول أمري: أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي» .
دعوة أبي إبراهيم إذ قال: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]