في جميع أحواله، بأن يسدده في أخلاقه وأقواله وأفعاله، قال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [الأعراف: 178] ومن يتبع نبيه فهو الراشد المقتدي.

ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئ الأعمال والأخلاق لا يصرف عني سيئها إلا أنت» . وقد دعا بأربع كلمات تجمع للعبد خيري الدين والدنيا: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» . فالهداية التامة هي الهداية للعلم النافع، والعمل الصالح، وهو الهدى ودين الحق. فمن عرف الحق فاتبعه وعرف الباطل فاجتنبه فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن قام بحقوق الله وحقوق عباده فهو المهتدي إلى جنات النعيم. ولهذا لما ذكر الله ما أمر به وما نهى عنه من الشرائع الكبار في قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] فعددها وقال في آخرها: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] من لزم هذا الصراط قبل الله منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل، وجعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومر على جسر جهنم كلمح البصر، وهدي إلى الطيب من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015