فذكر صلى الله عليه وسلم العقائد والأخلاق والأعمال، ومثل من كل واحد منها بمثال. فأصل الأصول قول العبد صادقا مخلصا: لا إله إلا الله، فهي أصل الدين وأساسه ومنتهاه، نعترف بأنه المستحق للألوهية، وهي جميع المحامد والكمالات، وللإخلاص في العبودية في كل الحالات. ومثل بالحياء الذي عليه تستنير أعمال القلوب، ومراقبة علام الغيوب، فيستحي العبد من ربه أن يراه حيث نهاه أو يفقده حيث أمره. فمن استحيا من ربه حق الحياء حفظ القلب وما وعى، والرأس وما حوى، وعرف ما خلق له من عبادة ربه، فآثر ما يبقى على ما يفنى. ومثل بإماطة الأذى عن الطريق تنبيها على أن الإحسان إلى الخلق يجلب مصالحهم ودفع أذاهم، من أعظم ما يقرب العباد إلى ربهم ومولاهم.

فجميع شعب الإيمان ترجع وتدور على ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث الشريف، فهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والقيام بشرائع الإسلام من الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام، والإحسان إلى الوالدين والأقارب والجيران والمماليك، والحنو على اليتامى والمساكين والغرباء وجميع العالمين، والبعد عن جميع الموبقات، واستعمال المعروف مع كل أحد في كل الحالات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015