فأحكامه في العبادات والمعاملات أحسن الأحكام، حكم بأن كل طيب حلال نافع، وكل خبيث فهو مضر حرام. وقد احتضنت علومه وشريعته كل علم وعمل نافع صحيح، وأتت بما يوافق العقول الصحيحة والفطر المستقيمة. فلم يأت ولن يأت علم صحيح ينافي ما جاء به الرسول، بل جميعها تشهد له بالحق والصدق. وكلها تعترف له بالكمال والفضل والسبق.

فالعقول تهتدي وتقتدي بأقواله وأفعاله، وتعترف بافتقارها إليه في كل أحواله. فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق حلما وصبرا. وأكثرهم عفوا عن الخلق وصفحا، وأجمعهم لجميع المحاسن والكمالات، وأكرمهم في الخير والمعروف وبذل الهبات. وهو الذي جمع الكرم والإحسان بعلمه وعمله وحاله ومآله، وهو الذي أرشد العباد للحق في جميع أحواله، وبذلك ملأ قلوب أمته رحمة وبرا وإحسانا، وأوصلهم إلى الفلاح والسعادة سرا وإعلانا. لم يبق شيء من الخير إلا علمهم به ودلهم عليه، ولا من الشر إلا حذرهم منه. دلهم على مكارم الأخلاق وحذرهم من الكريهات، وأحب لهم البصيرة النافذة عند حلول الشبهات، واستعمال العقل الكامل عند ورود الشهوات. والشجاعة في كل شيء، ولو على قتل المؤذيات، والسماحة ولو بكف من تمرات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015