، وقال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132] وقد فتح المولى أبواب الرحمة للتائبين والعابدين، وبسط فضله وإحسانه للداعين والمتضرعين، ولهذا لما تبوأ أهل الجنة منازلهم في جنات النعيم قالوا: مبينين السبب الذي أوصلهم إلى هذا الخير العميم، {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 28] وقال صلى الله عليه وسلم معرفا للعباد بربهم حاثا لهم على عبادته وسؤاله، والتعرض في كل وقت إلى نواله: «يد الله ملأى سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يقض ما في يمينه» . وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم. ويرجى غيري ويطرأ بابه بالتكبرات وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح لمن دعاني؟ من ذا الذي أملني لنائبة فقطعت به؟ أم من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاه؟ أم من ذا الذي طرق بابي فلم أفتح له وأنا غاية الآمال؟ فكيف تقطع الآمال دوني؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟ فما يمنع المؤملين أن يؤملوني؟ لوجمعت أهل السماوات والأرض، ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع، وبلغت كل واحد أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو