بتقدير الملك الكبير، إنما جعلها الله رحمة وخلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وظروفا للأعمال نافعها وضارها، فكل ميسر لما خلق له تيسيرا، فأوقات الموفقين زاهرة بالأعمال النافعة والخيرات، وأوقات المجرمين قد ملئت من الشرور والآفات ليس لشهر صفر وغيره نحس ولا سعد ولا شؤم، فلا هامة ولا صفر، وإنما هي تدابير الحي القيوم، فلقد أبطل هذه الخرافات الساقطة النبي المعصوم، وأخبر أن الأسباب النافعة قسمان:
أسباب دينية، ترجع إلى الأعمال الصالحة الحسان، المبنية على الإخلاص والتقوى والإيمان، وأسباب دنيوية تصلح المعاش، يقوم بها العبد مستعينا بالرحمن، وكل هذا داخل في قوله صلى الله عليه وسلم «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» - كما يفعل الأحمق الكسلان -، فليس شيء من الخرافات سببا لخير ولا شر ولكنها خلل في العقول والأديان، فمن علق بشيء منها أمله فهو جاهل ضال، وإنما المؤمن يتعلق بربه الكبير المتعال. يسر الله لنا كل خير ومطلوب، وحفظنا من كل سؤ وشر ومرهوب، ومن علينا بالهدى والتقى، والعفاف والغنى، وغفر لنا في الآخرة والأولى.