وعن العصيان، وأنه المتفرد بسوابغ النعم ليجذب العباد إلى محبته وشكره والثناء عليه، وصارف المكاره والنقم ليعلموا أنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه. وأنه الله الذي لا إله إلا هو، ولا يستحق العبادة سواه، ليعبدوه ويستعينوا به، فإنه من توكل على الله كفاه، ويسر له أمور دينه ودنياه. أخبرهم أنه المانع المعطي، والنافع الضار، وأنه الغفور الرحيم، الحليم الستار، كي يستدفعوا به المكاره ويستجلبوا منه المنافع والمسار، ويرغبوا إليه في كل ما نابهم في الإعلان والإسرار. وأخبرهم أنه العزيز المقتدر الملك الجبار، ليخضعوا لعظمته ويستولي عليهم الذل والانكسار. وتعرف إليهم باسمه الباسط الفتاح الرزاق، ليتعلقوا بخزائن جوده الواسع الذي لا ينقص على تنوع الإنفاق. سبحانه وتعالى، وتقدس عن كل نقص وعن ند وضد ومثال، وتبارك من عظمت صفاته، وكثرت خيراته، وتوالت آلاؤه الجزال، ولا إله إلا الله الذي لا شريك له في ربوبيته، ولا نديد له في ألوهيته، ولا سمي له في أسمائه، ولا مثيل له في صفاته، ولا نظير له في حكمته، ولا عديل له في سعة علمه ورحمته، ولا سبيل للعباد للإحاطة ببعض أوصافه، ولا يحصي أحد ثناء عليه من أهل أرضه وسمائه. بسم الله الرحمن الرحيم.