ويتضح هذ الاختصار في ثلاثة أمور:
1 - أن عدد أبيات المنظومة الرحبية (176) بيتًا، بينما عدد أبيات هذه المنظومة (119) بيتًا، فالفرق بينهما في (57) بيتًا، وهذا اختصارُ قريبٍ من ثلث المنظومة.
2 - أن كل باب من أبواب الفرائض كان عدد أبياته في هذه المنظومة أقل من المنظومة الرحبية، عدا باب المناسخات فهما متساويان، ويتضح ذلك في الجدول الآتي.
3 - أن الرحبي ضمَّن أبيات منظومته شيئًا من الحشو والتطويل، وتمكن البعلي من التخلص منها في منظومته.
وهذا الحشو قد أثبته جماعة من الفرضيين، فقال الفارضي (981 هـ) في منظومته:
وجيزةٌ، والحشو فيها يندرُ ... فاحفظ، وحشو الرحبي سُكَّر
وأقره الشنشوري في شرحه لمنظومة الفارضي فقال: (ولما كان الحشو قد يُعاب، فربما توهم متوهم عبيًا في الرحبية للإمام أبي عبد الله محمد بن علي الرحبي رحمه الله، وذلك لكثرة ما فيها من الحشو، فذكر أن حشوها كالسكر، فهو تشبيه بحذف الأداة، وذلك لأن غالب حشوها له معنى صحيح مقصود في نفسه، مثل قوله: فاحفظ فكل حافظ إمام) (?).