قال ثعلب: أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت، وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولد المعتز، فلما حضر قال له ابن السكيت: بمَ تحب أن تبدأ؟

قال: بالانصراف.

قال: فأقوم.

قال المعتز: فأنا أخف منك، وبادر فعثر فسقط وخجل.

فقال يعقوب:

يموت الفتى من عثرة بلسانه ... وليس يموت المرء من عثرة الرجل

فعثرته بالقول تُذهب رأسه ... وعثرته بالرجل تبرأ على مهل

* * *

المتوكل على الله

الخليفة أبو الفضل جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي بن المنصور، القرشي العباسي البغدادي ولد سنة 205 (12/ 30) حكى الأعسم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل، وبيده درتان يقلبهما فأنشده قصيدة له، فدحا إليه بالواحدة فقلَّبتها فقال: تستنقص بها؟ هي والله خير من مائة ألف، فقلت: لا والله لكني فكرت في أبيات آخذ بها الأخرى وأنشأت أقول:

بسر من رأى إمام عدل ... تغرف من بحره البحار

يرجى ويخشى لكل خطب ... كأنه جنة ونار

الملك فيه وفي بنيه ... ما اختلف الليل والنهار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015