وعن المأمون: من أراد أن يكتب كتابًا سرًا: فليكتب بلبن حُلبَ لوقته، ويرسله فيعمد إلى قرطاس فيحرقه ويذر رماده على الكتابه فيُقرأ له.
وعن يحيى بن أكثم: كان المأمون يحلُم حتى يُغيظنا، قيل: مرَّ ملاح، فقال: أتظنون أنّ هذا ينبُل عندي وقد قتل أخاه الأمين.
فسمعها المأمون، فتبسم وقال: ما الحيلة حتى أنبل في عين هذا السيد الجليل.
قيل: أهدى ملك الروم للمأمون نفائس منها مائة رطل مسك ومائة خلة سمور.
فقال المأمون: أضعفوها له ليعلم عز الإسلام.
وعن المأمون قال: الناس ثلاثة: رجل منهم مثل الغذاء لا بُدَّ منه، ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالداء مكروه على كل حال.
وعنه: أعْيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل.
* * *
الخليفة أبو إسحاق محمد بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور العباسي (10/ 290).
قيل: كان معه غلام في المكتب، فمات الغلام، فقال له أبوه: يا محمد، مات غلامك.
قال: نعم يا سيدي، واستراح من الكتاب.
فقال: أو أن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه فكانت قراءته ضعيفة.
قال الرياشي: كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده، فأمر بجوابه، فلما