وكان ابن عطاء قد نصب نفسه للأستاذية، ووقف دارًا في بَلْهُجَيْم للمتعبدين والمريدين يقص عليهم، قال ابن الأعرابي: وأحسبها أول دار وقفت بالبصرة للعبادة.
* * *
عبد المجيد ابن الإمام عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، العالم، القدوة الحافظ الصادق، شيخ الحرم، أبو عبد المجيد المكي (9/ 434).
قال ابن عدي: عامَّةُ ما أُنكر عليه الإرجاء.
وقال هارون بن عبد الله الحمَّال: ما رأيتُ أخشع لله من وكيع وكان عبد المجيد أخشع منه.
قلت: خشوع وكيع مع إمامته في السنة جعله مقدمًا، بخلاف خشوع هذا المرجئ عفا الله عنه أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة، وقد كان على الإرجاء عدد كثير من علماء الأمة، فهلا عُدّ مذهبًا، وهو قولهم: أنا مؤمن حقًا عند الله الساعة، مع اعترافهم بأنهم لا يدرون بما يموت عليه المسلم من كفر أو إيمان، وهذه قولة خفيفة، وإنما الصعب من قول غلاة المرجئة: إن الإيمان هو الاعتقاد بالأفئدة وإن تارك الصلاة والزكاة وشارب الخمر، وقاتل الأنفس والزاني، وجميع هؤلاء يكونون مؤمنين كاملي الإيمان، ولا يدخلون النار، ولا يعذبون أبدًا فردوا أحاديث الشفاعة المتواترة وجسروا كل فاسق وقاطع طريق على الموبقات نعوذ بالله من الخذلان.
قيل: (أن أزهر بن سعد) كان صاحبًا للمنصور أبي جعفر قبل أن يلي الخلافة فلما ولي، قدم إليه أزهر مهنئًا له، فقال: أعطوه ألف دينار، وقولا له: لا تعد، فأخذها، ثم عاد إليه من قابل، فحجبوه ثم دخل إليه في المجلس