وخرج الفأر من مكامنها
ما بين مفتوحها إلى السُّدد (?)
اجتاز أبو القاسم البغوي بنهر طابق على باب مسجد، فسمع صوت مستمل.
فقال: مَن هذا؟
فقالوا: ابن صاعد.
قال: ذاك الصبي؟
قالوا: نعم.
قال: والله لا أبرحُ حتى أُملي ههنا، فصعد دكة وقعد، رآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد.
ثمَّ قال: حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا طالوت قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا أبو نصر التمار، فأملي ستة عشر حديثًا عن ستة عشر شيخًا ما بقي من يروي عنهم سواه (?).
محمد بن حامد البزاز قال: دخلنا على أبي حامد الأعمشي، وهو عليل، فقلتُ: كيف تجدك؟
قال: أنا بخير، لولا هذا الجار يعني أبا حامد الجلودي، راوية أحمد بن حفص ثم قال: يدعي أنه عالم ولا يحفظ إلا ثلاثة كتب: كتاب "عمى القلب" وكتاب "النسيان" وكتاب "الجهل" دخل علي أمس وقد اشتدت بي العلة.
فقال: يا أبا حامد! علمت أن زنجويه مات؟
فقلتُ: رحمه الله.
فقال: دخلتُ اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال: يا أبا