إليه، مفعول له موقوف عليه، صحيح سالم من حروف العلة، غير معتل ولا مهموز همز المذلة، يثنى ويجمع دائمًا جميع السلامة والكثرة، لا جمع التكسير والقلة، ساكن لا تغيره يد الحركة مبني على اليمن والبركة، مضاعف مكرر على تناوب الأحوال، وزائد غير ناقص على تعاقب الأحوال. مبتدأ به خبره الزيادة، فاعل مفعوله الكرامة، مستقبله خير من ماضيه حالًا، وغده أكثر من يومه وأمسه جلالًا، له الاسم المتمكن من إعراب الأماني، والفعل المضارع للسيف اليماني، لازم لربعه لا يتعدى، ولا ينصرف عنه إلى العدا، ولا يدخله الكسر والتنوين أبدًا، يقرأ باب التعجب من يراه منصوبا على الحال أعلى ذراه، متحركًا بالدولة والتمكين، منصرفًا إلى ربوة ذات قرار ومعين".

وفي هذه القطعة ما يدل دلالة واضحة، على مدى ما وصل إليه الكتاب من تعقيد لكتابتهم بمصطلحات العلوم، يدخلونها في آثارهم على نحو ما أدخل عطاء بن يعقوب مصطلحات النحو في هذه القطعة، وكانوا إذا تركوا مثل هذه العقد، التي يستعيرونها من العلوم، ذهبوا يعقدون وسائل الفن القديمة على نحو ما رأينا من تعقيد الجناس عند الحصكفي، وقد عمت هذه الروح في العراق وخراسان والشام، وكما عمت في هذه الأقاليم، عمت في الأقاليم الأخرى، فقد روى ياقوت رسالة كان يرويها الحافظ، السلفي، المشهور عن أديب يمني، هو ابن قم الزبيدي، المتوفى عام 581هـ، وكان من المبرزين في النظم والنثر والكتابة1، والرسالة تمضي على هذا النحو2:

"كتب عبد حضرة السلطان الأجل، ومولاي ربيع المجدبين وقريع المتأدبين، جلوة الملتبس، وجذوة المقتبس، شهاب المجد الثاقب، ونقيب ذوي الرشد والمناقب، أطال الله بقاءه، وأدام علوه وارتقاءه، ما قدمت العارية للمستعير، ولزمت الياء للتصغير، وجعل رتبته عالية المقام، كحرف الاستفهام، وكالمبتدأ إن تأخر في البنية، فإنه مقدم في النية، ولا زالت حضرته من الحادثات حمى، وللوفود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015