كان للخطابة في العصر الجاهلي شأن عظيم، إذ كانوا يستخدمونها في منافراتهم ومفاخراتهم1، وفي النصح والإرشاد2، وفي الحث على قتال الأعداء3، وفي الدعوة إلى السلم وحقن الدماء4، وفي مناسباتهم الاجتماعية المختلفة كالزواج، والإصهار إلى الأشراف5، وكانوا يخطبون في الأسواق والمحافل العظام، والوفادة على الملوك والأمراء، متحدثين عن مفاخر قبائلهم ومحامدها، ونحن نعرف قصة وفد تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان من قيام عطارد بين حاجب بن زرارة خطيبا بين يديه6، ويقول أوس بن حجر في رثاء فضالة بن كلدة7:
أبا دليجة من يكفي العشيرة إذ ... أمسوا من الخطب في نار وبلبال
أم من يكون خطيب القوم إذ حفلوا ... لدى الملوك ذوي أيد وأفضال8
ويقول فيه أيضا9:
ألهفا على حسن آلائه ... على الحابر الحي والحارب10