كفك فهي التي لم تخلف إلا للتقبيل والتوقيع، وهي التي يحسن بحسنها كل ما اتصل بها، ويختال بها كل ما صار فيها، وكما أصبحنا وما ندري آلكأس في يدك أحسن، أم القلم، أم الرمح الذي تحمله، أم المخصرة، أم العنان الذي تمسكه، أم السوط الذي تعلقه؟ وكما أصحبنا وما ندري أي الأمور المتصلة برأسك أحسن، وأيها أجمل وأشكل، آللمة، أم خط اللحية، أم الإكليل، أم العصابة، أم التاج، أم العمامة، أم القناع، أم القلنسوة؟ فأما قدمك فهي التي يعلم الجاهل كما يعلم العامل، ويعلم البعيد الأقصى كما يعلم القريب الأدنى، أنها لم تخلق إلا لمنبر ثغر عظيم أو ركاب طرف كريم، وأما فوك فهو الذي لا ندري أي الذي تتفوه به أحسن، وأي الذي يبدو منه أجمل، آلحديث، أم الشعر، أم الاحتجاج، أم الأمر والنهي، أم التعليم والوصف؟.. وقد علمنا أن القمر هو الذي يضرب به الأمثال، ويشبه به أهل الجمال، وهو مع ذلك يبدو ضئيلًا نضوًا، ومعوجًا شختا1، وأنت أبدًا قمر بدر فخم غمر، ثم هو مع ذلك يحترق في السرار2، ويتشاءم به في المحاق، ويكون نحسًا كما يكون سعدًا، ويكون نفعًا، كما يكون ضرًا ... وأنت دائم اليمن ظاهر السعادة، ثابت الكمال، شائع النفع، تكسو من أعراه، وتكن من أشحبه، وعلى أنه قد محق حسنه المحاق، وشأنه الكلف3، وليس بذي توقد ولا اشتعال، ولا خالص البياض، ولا بمتلألئ، ويعلوه القيم، ويكسوه ظل الأرض، ثم لا يعتريه ذلك إلا عند كماله، وليلة فخره واحتفاله، وكثيرًا ما يعتريه الصغار من بخار البحار، وأنت ظاهر التمام، دائم الكمال، سليم الجوهر، كريم العنصر، ناري التوقد، هوائي الذهن، دري اللون، روحاني البدن، وعلى أن ضياءه مستعار من الشمس وضياءك عارية عند جميع الخلق ... فكم بين المعير والمستعير، والمتبين والمتحير، وبين العالم ومن لا حسن فيه، لا زالت الأرض بك مشرقة، والدنيا معمورة،