ودار خراب بها قد نزلتُ ... ولكن نزلت إلى السابعةْ
فلا فرقَ ما بين أني أكون ... بها أو أكون على القارعةْ1
تساورها هفوات النسيم ... فتُصغي بلا أذنٍ سامعةْ
وأخشى بها أن أقيم الصلاةَ ... فتسجد حيطانها الراكعةْ
إذا ما قرأتُ "إذا زلزلتْ" ... حشيت بأن تقرأ "الواقعةْ"
وواضح ما في هذه الفكاهات من توريات. واستمع إليه يقول في أبيه وقد تزوج بعد هرمه وشيخوخته2:
تزوج الشيخُ أبي شيخةً ... ليس لها عقلٌ ولا ذهنُ
لو برزت صورتُها في الدُّجى ... ما جسرت تبصرها الجنُّ
كأنها في فرشها رمةً ... وشعرُها من حولها قطنُ
وقائلٍ قال فما سنُّها ... فقلت ما في فمِها سنُّ
وما أطراف قوله في بخيل3:
لا يستطيع يرى رغيـ ... فًا عنده في البيت يكسَرُ
فلو أنه صلَّى وحاشاه ... لقال الخبزُ أكبرُ
وواضح ما في هذه الفكاهات من ميل الجزار إلى الأساليب العامية؛ فهو يستعير منها بعض الألفاظ، ولكنه على كل حال لم يسقط في شعره، فقد استمر يعنى بأسلوبه، وظل على هذا النمط السابق يخلط فيه بين ألوان التصنيع والتصنع كما هي عادة الشعراء في تلك العصور.
ابْنُ نَبَاتَةَ:
جمال الدين محمد بن نباتة ينتهي نسبه إلى ابن نباتة الخطيب المشهور في عصر سيف الدولة، وقد ولد كما حدَّث هو عن نفسه4 بمصر في أواخر القرن