ويقال إنك قد كبر ... ت عن الهوى فأقول "إني"

ولكن لا ينبغي أن لا يفهم القارئ أن البهاء زهير كان يعمد إلى ذلك دائمًا فأكثر غزله لا تصنيع فيه ولا تصنع كقوله:

تعيشُ أنت وتبقى ... أنا الذي متُّ حقّا

حاشاك يا نورَ عيني ... تلقى الذي أنا ألقى

قد كان ما كان مني ... والله خيرٌ وأبقى

ولم أجد بين موتي ... وبين هجرك فرقا

يا أنعم الناس قل لي ... إلى متى فيك أشقى

يا ألف مولاي أهلًا ... يا ألف مولاي رفقا

لم يبق مني إلا ... بقيةٌ ليس تبقى

ويتطرف البهاء في هذه السهولة حتى ليملأ شعره بكثير من الكلمات العامية والأساليب الشعبية وتلك سمة عامة في الشعراء المصريين قبل البهاء زهير إلا أنه توسع فيها كقوله:

من اليوم تعارفنا ... ونطوي ما جرى منا

ولا كان ولا صار ... ولا قلتم ولا قلنا

وإن كان ولا بد ... من العتب فبالحسنى

وقوله:

كل ما يرضيك عندي ... فعلى رأسي وعيني

وقوله:

من لي بنومٍ فأشكو ذا السهادَ له ... فهم يقولون إن النومَ سلطانُ

وقوله:

إياك يدري حديثًا بيننا أحدٌ ... فهو يقولون للحيطانِ آذانُ

واستتبعت هذه السهولة المطلقة عند البهاء زهير أن وجدناه يميل إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015