"وربما أسرف أبو تمام في الْمُطابق والْمُجانس ووجوه البديع من الاستعارة حتى استثقل نظمه واستُوخم رصفه"1. وانظر إلى مطلع القصيدة الأولى في ديوانه؛ إذ يقول في مديح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني وقد عزم المعتصم أن يولِّيه الحرمين ثم رجع عن عزمه:

يا موضعَ الشدِّ نية الوجناء ... ومصارعَ الأدلاجِ والإسراءِ2

أَقْرِ السلامَ معرفًا ومحصبًا ... من خالد المعروف والهيجاءِ3

سيلٌ طمى لو لم يذده ذائد ... لتبطَّحت أولاه بالبطحاء

وغدت بطن مِنًى مُنى من سيبه ... وغدت حرى منه طهور حراء5

وتعرَّفت عرفاتُ زاخرة ولم ... يخصص كداء منه بالإكداء6

ولطابَ مرتَبَعٌ بطيبة واكتست ... بُرْدَين بُرد ثري وبرد ثراء7

لا يُحْرَمُ الحرمان خيرًا إنهم ... حُرِموا به نوءًا من الأنواء8

فإنك تلاحظ لون الجناس واضحًا في هذه الأبيات التي يمدح بها خالد بن يزيد الشيباني، وكان واليًا على الثغور، ثم غضب عليه المعتصم وأراد نفيه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015