بالهروب النفسي أو الجسدي، أو بالانحراف الاجتماعي أو الخلقي، وهذا بفعل تأثُّره بتعميم الفن لتلك الممارسات أو الإيحاء بها، ومن هنا ندرك خطورة بعض المعالجات الفنية غير المتخصصة تربوياً، والتي تزيد الطين بلّة، وتصب الزيت فوق النار، فتزداد بها الهوة بين القيمين على التربية والتعليم من أهل ومربين من جهة، وبين المتلقين المتمردين على أي ضابط سلوكي والمعادين لأي توجه علمي، وكأنما هناك صراع فطري بينهم!! هذا وإن رأينا بعض الإيجابيات التربوية في بعض المسلسلات لكنها سرعان ما تمرّ مرّ السحاب، ليمكث في ذاكرة الناس - والطلاب بخاصة - كل ما هو سيّئ، فالفن يعد دروساً لا يمكن مخالفتها، تُلقّن للشباب، وهذا ما يؤثر سلباً على العملية التربوية ومن ثَمّ على التقدم الحضاري للأمة.
إن من أخطر الأفلام تلك التي تعرض للعنف وللجريمة، والتي يظهر فيها كيفية التخطيط للجريمة، وكيف يحمي المجرمون أنفسهم، وكيف يدافع عنهم محامون يبرئونهم بحفنة من المال، مرتكبين جرماً أكبر في حق المجتمع والقيم.
وقد يُعرض كل هذا بقصد التحذير منه، ولكن الحقيقة المرّة أن هذه الأفلام والمسلسلات تقدم في الواقع دروساً عملية مشاهدة ليتم تطبيقها فيما بعد، من قِبَل ضعاف النفوس، وقد يكون ما يُعرض هو من واقع بعض المحاكمات غير النزيهة، وصورة حية لبعض ما يكون في المجتمع، إلا أن عرض ذلك قد يؤدي إلى إشاعة الجريمة والعنف وتوسيع دائرة التعريف بهما، الأمر الذي لا تحمد عقباه.
ومثال ذلك حادثة اغتصاب فتاة المعادي في القاهرة، فمنذ أن