96- قال المصنف: ونظير هذا قول أبي تمام في الافتخار بقوله:

نجوم طوالع جبال فوارع ... غيوث هوامع سيول دوامع

فإن السيول دون الغيوث، والجبال دون النجوم، ولو قدم ما أخر لما اختل النظم، بأن يقول:

سيول دوافع غيوث هوامع ... جبال فوارع نجوم طوالع1

أقول إن في بيت أبي تمام لسرا خفيا إما أن يكون قد قصده، أو يمكن أن يقصده، وذلك أن قبله:

سما بي أوس في السماء وحاتم ... وزيد القنا والأثرمان ورافع2

فأوس هو أوس بن حارثة الطائي، وكان وضيئا جميلا، وحليما ذكيا، فضرب به المثل في وضاءته، ورصانته، فهو المراد بقوله "نجوم طوالع جبال فوراع".

وحاتم بن عبد الله الجواد هو المراد بقوله "غيوث هوامع" وأما زيد القنا والأثرمان، ورافع وهو رافع بن عميرة بن جابر فهم بالشجاعة أشهر، وهم المراد بالسيول التي تهلك وتخترق ما تأتي عليه، فهذا هو وجه ترتيب البيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015