89- قال المصنف: ومثال تأكيد الضمير المتصل بالمتصل قوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ثم شرع يبين لماذا قال لك ها هنا، وقال من قبل {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ} ولم يقل لك في خرق السفينة1.

أقول: أما قوله لك فوجهه مشهور قد قاله الناس من قبل، وذكره من يتعاطى استخراج الدقائق والمعاني الغامضة من القرآن، وليس غرضنا الآن عن البحث في صحة ذلك وفساده، ولكن تمثيله بهذه الآية على تأكيد الضمير المتصل فليس من هذا الباب أصلا، وإنما عدى الفعل منها إلى المفعول بحرف الجر لا غير، ولو كان هذا توكيدا للضمير لكان قولنا مررت بزيد تأكيدا للضمير، وهذا مالا يقوله أحد.

وكيف يتوهم أن قوله لك تأكيد للضمير في قوله إنك، وأين أحدهما من الآخر؟ نعم لو قال سبحانه: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ} كان قوله أنا تأكيد للضمير في قوله: {أَلَمْ أَقُلْ} فيكون تأكيدا للمتصل بالمنفصل لا بالمتصل.

فإن قيل لعله لم يتكلم في التأكيد على الاصطلاح النحوي، بل على اصطلاح آخر يرجع إلى علم البيان والبلاغة، فلا يلزمه ما ذكرت.

قيل: لعمري إن غرضه البحث في علم البيان، ولكنه لم يخرج هذا الفصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015