حننت إلى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعبا كما معا

فإنه قال بعد أبيات:

وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ... على كبدي من حره أن تقطعا1

فانتقل إلى ذكر نفسه، ولو لم يقل "وأذكر أيام الحمى" لقضينا عليه بأنه تجريد حقيقة.

ومثال التجريد الحقيقي قول الحيص بيص:

إلام يراك المجد في زي شاعر ... وقد نحلت شوقا فروع المنابر

فإنه لم ينتقل إلى هدا بعد ذكر نفسه، بل استمر على التجريد؛ لأنه قال بعد هذا البيت:

كتمت بعيب الشعر علما وحكمة ... ببعضهما ينقاد صعب المفاخر

أما وأبيك الخير إنك فارس المقال ومحيي الدراسات الغوابر

وإنك أغنيت المسامع والنهى ... بقولك عما في بطون الدفاتر2

أقول: إنه قد انتقل بعد هذا إلى ذكر نفسه، فعدل عن كاف الخطاب، إلى ياء الضمير، إلى تاء المتكلم فقال:

تطاول ليلى ما أرى ذا نباهة ... يجلى دجى ظلمائه عن خواطري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015