والشاهد على وفور اجتهاده، وعلو همته، وعليه الاعتماد والمعول، فليحذر أن يقال إذا ما أول".
هذه إشارة إلى البيت المشهور الذي قد صار مثلا وهو:
إذا ما أول الخطى أخطا ... فلن يرجي لآخره انتصار
ومن ذلك قولي: "فيحكم بنيانها، وليشيد أركانها، ليستر عوارها، ويأمن انفجارها، وتثبت تحت المياه عند طغيانها، وتقوى على تمردها وعصيانها. وليحذر عاقبة الهوينا فيها، ومغبة الإهمال لأمرها، فالدخان تلتهب ناره، والشر تبدو صغاره".
هذان مثلان مشهوران قد وقعا في هذا الكلام موقعهما.
ومن ذلك ما قلته في الوصاة بالأكرة1: "والأكرة فهم جنده الذي به يحارب وسيفه الذي به يضارب، فليسجع في ملكته2، ولينصف ضعيفهم في معاملته، وليوفر عليهم حصصهم وحقوقهم، وليخفف ما استطاع رسومهم وطسوقهم3، فهم جند الرغبة، لا جند الرهبة، وعبيد البرو الإحسان، لا عبيد الظلم والطغيان، ومن طوق الأجياد فقد أوثق الأقياد، ومن لم يملك القلوب لم يملك الأجساد. والأكرة جند لا تزال البلاد ساكنة