وزعم بعضهم أن المتنبي كان يبغض كافورا ويحنق عليه، فكان يقصد ذلك ويتعمده بالشعر الموجه الذي يحتمل المدح والذم.

ومنهم من زعم أن كافورا كان يتفطن لذلك ويغضي عنه، وينقلون هذا عن المتنبي.

وما كان ذلك قط، ولا وقع شيء، ولا قصد أبو الطيب نحو ذلك أصلا.

ثم ضرب أمثلة من مدح المتنبي لسيف الدولة، فيها مدح بالجد وحسن الحظ، كقوله:

ولقد رمت بالسعادة بعضا ... من نفوس العدا فأدركت كلا

وقوله:

إذا سعت الأعداء في كيد مجده ... سعى جده في كيدهم سعي محنق

وقوله:

لو لم تكن تجري على أسيافهم ... مهجاتهم لجرت على إقباله

وقوله:

هم يطلبون فمن أدركوا ... وهم يكذبون فمن يقبل

وهم يتمنون ما يشتهون ... ومن دونه جدك المقبل

وضرب أمثلة أخرى من شعر المتنبي فيها إشارة بالحظ المواتي والسعد المسعف، ثم قال: ولكن سيف الدولة لما اشتهر إخلاص أبي الطيب له عدل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015