وَإِذَا أَخْطَأَ الْمَسْئُولُ فِي الْجَوَابِ , فَعَلَى الْفَقِيهِ أَنْ يُعَلِّمَهُ ذَلِكَ , لِيَأْخُذَ نَفْسَهُ بِإِنْعَامِ النَّظَرِ , وَيَتَحَفَّظَ مِنَ التَّقْصِيرِ , خَوْفَ الزَّلَلِ أنا الْبُرْقَانِيُّ , قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ حَمْدَانَ , حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ , نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ , نا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ -[282]- إِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً , تَنْطِفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ , وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ , فَمِنْهُمُ الْمُسْتَقِلُّ , وَمِنْهُمُ الْمُسْتَكْثِرُ , وَرَأَيْتُ سَبَبًا وَاصِلًا إِلَى السَّمَاءِ فَأَخَذْتُ بِهِ فَأَعْلَاكَ اللَّهُ , ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَعَلَا بِهِ , ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَعَلَا بِهِ , ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ فَعَلَا بِهِ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وَصَلَ لَهُ رَجُلٌ فَعَلَا بِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْبُرُهَا , فَقَالَ: أَمَا الظُّلَّةُ: فَالْإِسْلَامُ , وَأَمَّا السَّمْنُ وَالْعَسَلُ الَّذِي يَنْطِفُ مِنْهَا: فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ , وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ النَّاسُ فِي أَيْدِيهِمْ: فَالنَّاسُ مِنْهُمُ الْمُسْتَقِلُّ , وَمِنْهُمُ الْمُسْتَكْثِرُ , وَأَمَّا السَّبَبُ: فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ , أَخَذْتَ بِهِ فَأَعْلَاكَ اللَّهُ , ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَيَعْلُو , ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَيَعْلُو بِهِ , ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ , فَانْقَطَعَ , ثُمَّ وَصَلِّ بِهِ فَعَلَا بِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَصَبْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» , قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُقْسِمُ يَا أَبَا بَكْرٍ» ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْخَطَأَ الَّذِي أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرِ بِكَوْنِهِ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعِبَارَةِ , هُوَ أَنَّهُ جَعَلَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ شَيْئًا وَاحِدًا , -[283]- وَوَصَفَهُ بِالْحَلَاوَةِ وَاللِّينِ , وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِعِبَارَةِ الرُّؤْيَا يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّهُمَا شَيْئَانِ , كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا غَيْرُ صَاحِبِهِ , مِنْ أَصْلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَدَّهُمَا إِلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ , وَهُوَ الْقُرْآنُ