ثمَّ قَالَ وَهَذَا لَا يكَاد يعرف كَمَا أَن {ولات حِين مناص} كَذَلِك وَرب شَيْء هَكَذَا وَقد فسر أَبُو عَليّ الْفَارِسِي وَغَيره قَوْله إِن معنى كم معنى رب على أَن مُرَاده أَنَّهُمَا يَشْتَرِكَانِ فِي أَنَّهُمَا يقعان صَدرا وأنهما لَا يدخلَانِ إِلَّا على نكرَة وَأَن الِاسْم المنكور الْوَاقِع بعدهمَا يدل على أَكثر من وَاحِد وَإِن كَانَ الِاسْم الْوَاقِع بعد كم يدل على كثير وَبعد رب على قَلِيل قَالَ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن درسْتوَيْه والرماني وَغَيرهمَا
قلت وَفِي حمل كَلَام سِيبَوَيْهٍ على هَذَا جمع بَين جَمِيع كَلَامه وَدفع التَّنَاقُض عَنهُ وَالْكَلَام الْآن فِي الْمَوَاضِع الَّتِي جَاءَت فِيهَا لَا تحْتَمل إِلَّا التقليل وَفِي مَوَاضِع التكثير ثمَّ فِي الْجَواب عَنْهَا
فَمن الأول مَا اتَّفقُوا عَلَيْهِ من قَوْلهم ربه رجلا وَنَصّ عَلَيْهَا سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب وَهُوَ تقليل مَحْض لِأَن الرجل لَا يمدح بِكَثْرَة النظير بل بقلته وَقَالَ الشَّاعِر
(أَلا رب مَوْلُود وَلَيْسَ لَهُ أَب ... وَذي ولد لم يلده أَبَوَانِ)
(وَذي شامة غراء فِي حر وَجهه ... مُجَللَة لَا تَنْقَضِي لِأَوَانِ)
وَهَذِه الثَّلَاثَة لَا نَظِير لَهَا الثَّلَاثَة لَا فِيمَا ذكر فالمولود الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَب عِيسَى عَلَيْهِ