) بعطف {قُولُوا} على {لَا تَعْبدُونَ} لِأَنَّهُ بِمَعْنى لَا تعبدوا وَأما قَوْله تَعَالَى {وبالوالدين إحسانا} فتقديره إِمَّا وتحسنون بِمَعْنى أَحْسنُوا وَهَذَا أبلغ من صَرِيح الْأَمر وَالنَّهْي لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ قد سورع فِيهِ إِلَى الِامْتِثَال والانتهاء فَهُوَ يخبر عَنهُ

وَالْحَاصِل أَنه مَتى كَانَت الْجُمْلَة الثَّانِيَة مُطَابقَة للأولى لم يعْطف وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت مُغَايرَة لَهَا إِلَّا أَن يكون نوع ارتباط بِوَجْه جَامع

تَقْسِيم الْجَامِع إِلَى عَقْلِي ووهمي وخيالي

وَقد قسم السكاكي الْجَامِع بَين الشَّيْئَيْنِ إِلَى عَقْلِي ووهمي وخيالي أما الْعقلِيّ فَهُوَ أَن يكون بَينهمَا اتِّحَاد فِي التَّصَوُّر أَو تماثل مَعَ تبَاين يَقْتَضِي التَّعَدُّد أَو يكون بَينهمَا تضايف كَمَا فِي الْعلَّة والمعلول وَالسَّبَب والمسبب والسفل والعلو والأقل وَالْأَكْثَر فَإِن الْعقل يَأْبَى أَلا يجتمعا فِي الذِّهْن

وَأما الوهمي فَهُوَ أَن يكون بَين تصورهما شبه تماثل كلون الْبيَاض ولون الصُّفْرَة فَإِن الْوَهم يبرزهما فِي معرض المثلين وَلذَلِك حسن قَول الشَّاعِر

(ثَلَاثَة تشرق الدُّنْيَا ببهجتها ... شمس الضُّحَى وَأَبُو اسحاق وَالْقَمَر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015