يجيء بعد تمام الجملة من معمولات الفعل مما لا يمكن إفراده على الجملة، وأن يعتد كلاما على حدته1.

وشيء آخر دقيق:

وهو أنك إذا نظرت إلى قوله: "فكان مسير عيسهم ذميلا" وجدته لم يعطف هو وحده على ما عطف عليه، ولكن تجد العطف قد تناول جملة البيت مربوطا آخره بأوله، ألا ترى أن الغرض من هذا الكلام أن يجعل توليهم بغتة، وعلى الوجه الذي توهم من أجله أن البين تهيبه، مستدعيا بكاءه، وموجبا أن ينهمل دمعه، فلم يعنه أن يذكر ذملان العيس إلا ليذكر هملان الدمع، وأن يوفق بينهما، ... ، فأمر العطف إذن موضوع على أنك تعطف تارة جملة على جملة، وتعمد أخرى إلى جملتين أو جمل فتعطف بعضا على بعض، ثم تعطف مجموع هذي على مجموع تلك2.

8- العطف على جمل الحال:

الحال تجيء مفردة وجملة، والقصد هنا -يقول الجرجاني- إلى الجملة، وأول ما ينبغي أن يضبط من أمرها أنها تجيء تارة بالواو وأخرى بغير الواو.

فمثال مجيئها مع الواو، قولك: أتاني وعليه ثوب ديباج.

ومثال مجيئها بغير الواو قولك: جاءني زيد يسعى غلامه بين يديه.

وفي تمييز ما يقتضي الواو مما لا يقتضيه صعوبة. فإذا كانت الجملة من مبتدأ وخبر، فالغالب عليها أن تجيء مع الواو كقولك: "جاءني زيد وعمرو أمامه"، وإذا كان المبتدأ من الجملة ضمير ذي الحال، لم يصلح بغير الواو ألبتة، وذلك كقولك: "جاءني زيد وهو راكب"3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015