معا، ولو قلت: يضر ينفع من غير واو لم يجب ذلك بل قد يجوز أن يكون قولك: "ينفع" رجوعا عن قولك: "يضر" وإبطالا له1.

الصلة تزيد الفعلين اقترانا "فإذا وقع الفعلان في مثل هذا2 في الصلة3 ازداد الاشتباك والاقتران، حتى لا يتصور تقدير إفراد أحدهما عن الآخر، وذلك في مثل قولك: "العجب من أني أحسنت وأسأت، ويكفيك ما قلت وسمعت"4.

7- وصل مجموع جمل بمجموع جمل أخرى:

وهذا فن خاص دقيق، مما يقل نظر الناس فيه من أمر "العطف" أنه قد يؤتى بالجملة فلا تعطف على ما يليها، ولكن تعطف على جملة بينها وبين هذه التي تعطف، جملة أو جملتان، مثال ذلك قول المتنبي:

تولوا بغتة فكأن بينا ... تهيبني ففاجأني اغتيالا

فكان مسير عيسهم ذميلا ... وسير الدمع إثرهم انهمالا

قوله: "فكان مسير عيسهم ذميلا" معطوف على "تولوا بغتة" دون ما يليه من قوله "ففاجأني" لأنا إن عطفناه على هذا الذي يليه أفسدنا المعنى من حيث إنه يدخل في معنى كأن، وذلك يؤدي إلى أن لا يكون مسير عيسهم حقيقة، ويكون متوهما، كما كان تهيب البين كذلك، والسبب أن الجملة المتوسطة بين المعطوفة أخيرا وبين المعطوف عليها الأولى "تولوا بغتة"، وذلك أن الثانية مسبب والأولى سبب، ألا ترى أن المعنى: "تولوا بغتة فتوهمت أن بينا تهيبني"، ولا شك أن هذا التوهم كان بسبب أن كان التولي بغتة، وإذا كان كذلك كانت مع الأولى كالشيء الواحد، وكان منزلتها منها منزلة المفعول والظرف، وسائر ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015