كذلك في كل موضع حسن أن يوضع فيه مكان "إلا" "لكن"، فيعلم حينئذ انقطاع معنى الثاني عن معنى الأول"1.

والصولي "ت 336هـ" يقف أمام بيت امرئ القيس:

الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرحل

يقول: "ألا ترى أن قوله: "الله أنجح ما طلبت به" كلام مستغن بنفسه وكذلك باقي البيت على أن في البيت واوا عطفت جملة على جملة، وما ليس فيه واو عطف أبلغ2.

والجرجاني "ت 392هـ" أبو الحسن علي بن عبد العزيز في شرح ما أنكره العلماء على المتنبي في بيته:

جللا كما بي فليك التبريح ... أغذاء ذا الرشأ الأغن الشيح3

يقول: ... وأنكر أصحاب المعاني قطع المصراع الثاني عن الأول في اللفظ والمعنى، فقال المحتج عنه يسوغ الإنكار، لو قطع قبل الإتمام وابتدأ بالثاني وقد غادر من الأول بقية، فأما أن يستوفى مراده ثم ينتقل إلى غيره فليس بعيب ... 4.

ويتكلم ابن جني "ت 393هـ" عن "حذف حرف العطف" في نحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015