أَن النَّفاذ أَصله فِي الذّهاب يُقَال نفذ السهْم إِذا ذهب فِي الرَّمية وَيُسمى الْإِنْسَان نَافِذا إِذا كَانَ فكره يبلغ حَيْثُ لَا يبلغ فكر البليد فَفِي النَّفاذ معنى زَائِد على الفطنة وَلَا يكَاد الرجل يمسى نَافِذا إِلَّا إِذا كثرت فطنته للأشياء وَيكون خراجا ولاجا فِي الْأُمُور وَلَيْسَ هُوَ من الْكيس أَيْضا فِي شَيْء لِأَن الْكيس هُوَ سرعَة الْحَرَكَة فِي مَا يَعْنِي دون مَا لَا يَعْنِي ويوصف بِهِ النَّاقِص الْآلَة مثل الصَّبِي وَلَا يُوصف بالنفاذ إِلَّا الْكَامِل الرَّاجِح وَهَذَا مَعْرُوف
أَن أصل الجلادة صلابة الْبدن وَلِهَذَا سمي الْجلد لِأَنَّهُ أَصْلَب من اللَّحْم وَقيل الجليد لصلابته وَقيل للرجل الصلب على الْحَوَادِث جلد وجليد من ذَلِك وَقد جالد قرنه وهما يتجالدان إِذا اشْتَدَّ أَحدهمَا على صَاحبه وَيُقَال للْأَرْض الصلبة الْجلد بتحريك اللَّام
وَمِمَّا يجْرِي مَعَ ذَلِك وَلَيْسَ مِنْهُ
الْفرق بَين القريحة والطبيعة
أَن الطبيعة مَا طبع عَلَيْهِ الْإِنْسَان أَي خلق والقريحة فِي مَا قَالَ الْمبرد مَا خرج من الطبيعة من غير تكلّف وَمِنْه فلَان جيد القريحة وَيُقَال للرجل اقترح مَا شِئْت أَي أطلب مَا فِي نَفسك وأصل الْكَلِمَة الخلوص وَمِنْه مَاء قراح إِذا لم يخالطه شَيْء وَيُقَال للْأَرْض الي لَا تنْبت شَيْئا قرواح إِذا لم يخالطها شَيْء من ذَلِك والنخلة إِذا تجردت وخلصت جلدتها قرواح وَذَلِكَ إِذا نمت وتجاوزت وأتى عَلَيْهَا الدَّهْر وَالْفرس القارح يرجع إِلَى هَذَا لِأَنَّهُ قد تمّ سنة قَالَ وَأما الْقرح والقرحة فَلَيْسَ من ذَلِك وَإِنَّمَا الْقرح ثلم فِي الْجلد والقرحة مشبهة بذلك
أَن الصّفة بعلام صفة مُبَالغَة وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ على فعال وعلامة وَإِن للْمُبَالَغَة فَإِن مَعْنَاهُ وَمعنى دُخُول الْهَاء فِيهِ