عَدمه الله وَإِنَّمَا قيل أعدمه الله وَقيل فِي خِلَافه قد وجد وَلم يقل وجده الله وَإِنَّمَا قيل أوجده الله وَقَالَ بَعضهم الإعدام فقر بعد غنى
أَن المصرم هُوَ الَّذِي لَهُ صرمة والصرمة الْجَمَاعَة القليلة من الْإِبِل ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سمي كل قَلِيل الْحَال مصرما وَإِن لم تكن لَهُ صرمة
أَن المملق مُشْتَقّ من الملق وَهُوَ الخضوع والتضرع وَمِنْه قيل للأجمة المفترشة ملقه وَالْجمع ملقات فَلَمَّا كَانَ الْفَقِير فِي أَكثر الْحَال خاضعا متضرعا سمي مملقا وَلَا يكون غإلا بعد غنى كانه صَار ذَا ملق كم تَقول أطفلت الْمَرْأَة إِذا صَار لَهَا طِفْل وَيجوز أَن يُقَال إِن الإملاق نقل إِلَى عدم التَّمَكُّن من النَّفَقَة على الْعِيَال وَلِهَذَا قَالَ
الله تَعَالَى (وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم خشيَة إملاق) أَي خشيَة الْعَجز عَن النَّفَقَة عَلَيْهِم
أَن الْخلَّة الْحَاجة والمختل الْمُحْتَاج وسمت الحالجة خله لاختلال الْحَال بهَا كانما بهَا خلل يحْتَاج إِلَى سدة والخلة أَيْضا الْخصْلَة الَّتِي يخْتل إِلَيْهَا أَي يحْتَاج والخلة الْمَوَدَّة الَّتِي تتخل الْإِسْرَار مَعهَا بَين الخليلين وَسمي الطَّرِيق فِي الرمل خلا لِأَنَّهُ يَتَخَلَّل لانعراجه والخل الَّذِي يصطبغ بِهِ لِأَنَّهُ يتخل مَا عين فِيهِ بِلُطْفِهِ وحدته وخللت الثَّوْب خلا وخللا وَجمع الْخلَل خلال وَفِي الْقُرْآن (فترى الودق يخرج من خلاله) والخلا مَا يخل بِهِ الثَّوْب وَمَا يخرج بِهِ الشَّيْء من خلل الْأَسْنَان فالفقر أبلغ من الْخلَّة لِأَن الْفقر ذهَاب المَال والخلة الْخلَل فِي المَال
أَن الْحَاجة هِيَ النُّقْصَان وَلِهَذَا يُقَال الثَّوْب يحْتَاج إِلَى خزمة وَفُلَان يحْتَاج غلاى عقل وَذَلِكَ إِذا كَانَ نَاقِصا وَلِهَذَا قَالَ المتكلمون الظُّلم لَا يكون إِلَّا من جهل أَو حَاجَة أَي من جهل بقبحه أَو نُقْصَان زَاد جبره بظُلْم الْغَيْر والفقر خلاف الْغنى فَأَما قَوْلهم فلَان مفتقر إِلَى عقل فَهُوَ اسْتِعَارَة ومحتاج إِلَى عقل حَقِيقَة