النَّاس يَقُولُونَ الْكَلَام فِي هَذَا على أنحاء اي على وُجُوه وَرُوِيَ أَن أَبَا الْأسود عمل كتابا فِي الإغراب وَقَالَ لأَصْحَابه انحوا هَذَا النَّحْو أَي اقصدوا هَذَا الْوَجْه فِي الْكَلَام فَسُمي الْإِعْرَاب نَحوا وناحية الشَّيْء الْوَجْه الَّذِي يقْصد مِنْهُ وَهِي فاعلة بِمَعْنى مفهولة أَي هِيَ منحوة
أَن الْإِرَادَة أَن الْهم آخر الْعَزِيمَة عِنْد مواقعة الْفِعْل قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(هَمَمْت وَلم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عُثْمَان تبْكي حلائلة)
وَيُقَال هم الشَّحْم إِذا أذابة وَذَلِكَ أَن ذوبان الشَّحْم آخر أَحْوَاله وَقيل الْهم تعلق الخاطر بِشَيْء لَهُ قدرَة فِي الشدَّة والمهمات الشدائد وأصل الْكَلِمَة الِاسْتِقْصَاء وَمِنْه هم الشَّحْم إِذا أذابه حَتَّى أحرقه وهم الْمَرَض غذا هَبَط
أَنه قد يهم الْإِنْسَان بِالْأَمر قبل الْقَصْد إِلَيْهِ ذَلِك أَنه يبلغ آخر عزمه عَلَيْهِ ثمَّ يقْصد
أَن الهمة اتساع الْهم وَبعد موقعه وَلِهَذَا يمدح بهَا الْإِنْسَان فَيُقَال فلَان ذُو همة وَذُو عَزِيمَة وَأما قَوْلهم فلَان
بعيد الهمة وكبير الْعَزِيمَة فَلِأَن بعض الهمم يكون أبعد من بعض وأكبر من بعض وَحَقِيقَة ذَلِك أَنه يهتم بالأمور الْكِبَار والهم هُوَ الْفِكر فِي إِزَالَة الْمَكْرُوه واحتلاب المحبوب وَمِنْه يُقَال أهم بحاجتي والهم أَيْضا الشَّهْوَة قَالَ الله تَعَالَى (وَلَقَد هَمت بِهِ وهم بهَا) أَي عزمت هِيَ على الْفَاحِشَة واشتهاها هُوَ وَالشَّاهِد على صِحَة هَذَا التَّأْوِيل قيام الدّلَالَة على أَن الْأَنْبِيَاء صلوَات