مَا وَعدك وثبات قلبه يَوْم أحد وَقد صرخَ الشَّيْطَان فِي النَّاس بِأَن مُحَمَّدًا قد قتل وَلم يبْق أحد مَعَ [رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الا دون عشْرين فِي] أحد وَهُوَ مَعَ ذَلِك ثَابت الْقلب سَاكن الجأش وثبات قلبه [يَوْم الخَنْدَق وَقد زاغت الْأَبْصَار وَبَلغت الْقُلُوب الْحَنَاجِر وثبات قلبه] يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَقد قلق فَارس الاسلام عمر بن الْخطاب حَتَّى إِن الصّديق ليثبته ويسكنه ويطمئنه وثبات قلبه يَوْم حنين حَيْثُ فر النَّاس وَهُوَ لم يفر وثبات قلبه حِين النَّازِلَة الَّتِي اهتزت لَهَا الدُّنْيَا أجمع وكادت تَزُول لَهَا الْجبَال وعقرت لَهَا أَقْدَام الْأَبْطَال وَمَاجَتْ لَهَا قُلُوب أهل الْإِسْلَام كموج الْبَحْر عِنْد هبوب قواصف الرِّيَاح وَصَاح [لَهَا] الشَّيْطَان فِي أقطار الأَرْض أبلغ الصياح وَخرج النَّاس بهَا من دين الله أَفْوَاجًا وأثار عَدو الله بهَا أقطار الأَرْض عجاجا وَانْقطع [لَهَا] الْوَحْي من السَّمَاء وَكَاد لَوْلَا دفاع الله لطمس نُجُوم الاهتداء وَأنْكرت الصَّحَابَة بهَا قُلُوبهم وَكَيف لَا وَقد فقدوا رسولهم من بَين أظهرهم وحبيبهم وطاشت الأحلام وَغشيَ الْآفَاق مَا غشيها من الظلام وشرأب النِّفَاق وَمد أَهله الاعناق وَرفع الْبَاطِل رَأْسا كَانَ تَحت قدم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَوْضُوعا وَسمع الْمُسلمُونَ من أَعدَاء الله مَا لم يكن فِي حَيَاته بَينهم مسموعا وطمع عَدو الله أَن يُعِيد النَّاس إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام وَأَن يصرف وُجُوههم عَن الْبَيْت الْحَرَام وَأَن يصد قُلُوبهم عَن الايمان وَالْقُرْآن ويدعوهم إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ من التهود والتمجس والشرك وَعبادَة الصلبان