مِنْهُم من يجريه على عقدَة إبهامه
وَمِنْهُم من يجريه على سبابته ويميل إبهامه عَن السهْم
وَمِنْهُم من يرفع إبهامه وَيجْعَل سبابته تحتهَا فَيصير كَأَنَّهُ عَاقد ثَلَاثَة عشر فَيجْرِي السهْم على ظفر إبهامه
وَمِنْهُم من يجريها على طرفِي أصبعيه السبابَة والإبهام فَيكون كَأَنَّهُ عَاقد ثَلَاثِينَ
فَمن أجراها على عقدَة إبهامه فَهُوَ عيب عِنْد الحذاق لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو ان يضْربهُ فِيهِ الريش فيجرحه وَرُبمَا ضربه السهْم فعقر أُصْبُعه
وَأما من يجريها على سبايته وَهُوَ أحسن قَلِيلا من الأول وَكِلَاهُمَا مَذْهَب أهل الأستواء فِي قَبضته وليسا بجيدين
وَأما من يجريها على أصل ظفري أصبعيه الْإِبْهَام والسبابة كعاقد ثَلَاثِينَ فَهُوَ مَذْهَب التَّوَسُّط وَهُوَ أَحْمد الْمذَاهب
واما من وقف إبهامه فيجريها على طرف ظفره كعاقد ثَلَاث عشرَة فَهُوَ مَذْهَب أهل التحريف وَهُوَ رَدِيء جدا لِأَن صَاحبه يحرف قَبضته تحريفا شَدِيدا وَيُوقف إبهامه فَإِن هُوَ أمال قوسه قَلِيلا سقط السهْم من على ظفره وَهُوَ رَدِيء فِي الْحَرْب لَا يكَاد يَسْتَقِيم لَهُ رمي لسرعة سُقُوطه سَهْمه
اخْتلف أهل الْعلم من الرُّمَاة فِي ذَلِك اخْتِلَافا متباينا وَنحن نذْكر أَقْوَالهم وَمَا فِيهَا ونبين الصَّحِيح مِنْهَا