مَعَ مَا فِيهِ من الْإِصَابَة ودقة النّظر
قَالَ بعض أَئِمَّة الرُّمَاة من أَرَادَ أَن يتَعَلَّم حَقِيقَة الْوَزْن فليأخذ سِرَاجًا يَجعله على بعد كَمَا يَجْعَل الْعَلامَة وَيَأْخُذ قوسا لينَة جدا فَهِيَ أمكن لَهُ وَيجْلس بَين التحريف والتربيع كَمَا يجلس للعلامة وَيجْعَل النصل فِي السراج وَلَا يزَال ينْزع فِي الْقوس وَيفتح عينا ويطبق أُخْرَى ويقتحهما جَمِيعًا ويمد إِلَى آخر السهْم وَينظر للسراج أبدا حَتَّى يَصح لَهُ فَإِن صَحَّ علم أَنه قد حصل على فَائِدَة جليلة وذخيرة عَظِيمَة فِي هَذِه الصِّنَاعَة
وَاعْلَم ان خَارج الْقوس مِمَّا يَلِي الْيَسَار إِذا رميت بهَا والداخل مِمَّا يَلِي الْيَمين فَأهل التربيع يبطلون عمل أهل التحريف وَيَقُولُونَ إِنَّه يفْسد النّظر وَإِن جَمِيع السِّلَاح إِذا دخله التحريف أبْطلهُ وَأهل التحريف يبطلون عمل أهل التربيع وَيَقُولُونَ إِن التحريف أَكثر نكاية