وَأما الْمَدّ إِلَى شحمه الاذن فَهُوَ مَذْهَب بسطَام وَهُوَ جيد جدا وَلَيْسَ فِي الْمذَاهب الْقَدِيمَة أَحْمد من هولا أحسن عَاقِبَة أَلا ان نشابته أقصر من أَن يمد إِلَى مشاش الْمنْكب والحاجب وَغير أَنه أَكثر إِصَابَة من الْأَوَّلين.
وَأما من يمد إِلَى آخر عِظَام لحييْهِ وَيجْرِي السهْم على شَفَتَيْه فَهُوَ مَذْهَب أهل الاسْتوَاء وَعَلِيهِ جمَاعَة من رُمَاة خُرَاسَان وَهُوَ [أَيْضا] مَذْهَب اسحاق وطاهر وَغَيرهمَا من حذاق الصِّنَاعَة وَمعنى الاسْتوَاء أَن يكون أصل السهْم مَعَ مفرقة فِي حَال اسْتِوَاء لَا ينحط مِنْهُمَا وَاحِدًا وَلَا يرْتَفع وَلَيْسَ فِي جَمِيع الْمذَاهب أحسن مِنْهُ وَهُوَ رمي قَلِيل الْآفَات كثير الاصابة وَعَلِيهِ [حذاق] الرُّمَاة بالغرب وَغَيره
وَأما الْمَدّ إِلَى الذقن أَو الصَّدْر فخطأ فَاحش لَا خير فِيهِ وَبِه تقل الْإِصَابَة وتكثر الْعُيُوب
اخْتلف حذاق الرَّمْي فِي النّظر إِلَى المرمى اخْتِلَافا كثيرا لعلوه وشرفه وَعَلِيهِ عُمْدَة الرَّمْي وهم عَلَيْهِ على ثَلَاثَة أَقسَام ثمَّ تتفرع إِلَى سِتَّة
الأول من الثَّلَاثَة النّظر من خَارج الْقوس
وَالثَّانِي من دَاخل الْقوس
وَالثَّالِث من داخلها وخارجها