الرَّحْمَن وَهُوَ نمْرُود بن كنعان كَمَا ذكر ذَلِك مؤرخ الْإِسْلَام مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير عَن ابْن عَبَّاس أَن أول من رمى بقوس الرجل النمرود بن كنعان استخرجها حِين رجم بهَا السَّمَاء لِأَنَّهُ لما صَحَّ عِنْد أَن الله فِي السَّمَاء صنع تابوتا وربى نسرين عظيمين فِي الْخلقَة وَجعل التابوت على ظهرهما وَكَانَ التابوت لَهُ ثَلَاث طَبَقَات فَلَمَّا غَابَتْ الدُّنْيَا عَن بَصَره أَمر بِالْقَوْسِ وَكَانَت قوسا عَظِيما يجذبها بحركة كاللولب لقوتها فَجعل السهْم فِيهَا وَرمى بهَا نَحْو السَّمَاء فَغَاب السهْم عَن بَصَره سَاعَة ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ مدمى لما أَرَادَ الله من خذلانه وتماديه على الْكفْر وعذابه بِمَا سبق فِي علمه فَقَالَ قد قتلت إِلَه السَّمَاء فحول النسرين وَجعل التابوت نَحْو الأَرْض حَتَّى هَبَط إِلَى الأَرْض فازاداد استكبارا وعلوا فِي الأَرْض حَتَّى أهلكه الله عز وَجل بأضعف خلقه وَهِي الْبَعُوضَة فَلَو لم يكن لَك مثلبة غَيرهَا لكفى بهَا وَكم بَين قَوس رمت بهَا الْأَنْبِيَاء وقوس رميت بهَا السَّمَاء
وَأَنت لَا يتَمَكَّن صَاحبك من حملك مَعَ ترس وَلَا درقة وَلَا تركاش وَلَا شَيْء من أَنْوَاع السِّلَاح وَلَا يُمكن الْجمع بَيْنك وَبَين سمر العوالي وبيض الصفاح هَذَا وَقُوَّة الدّفع فِيك بحركة وصناعة وَقُوَّة الدّفع مني بِمَا أعين بِهِ صَاحِبي من الْقُوَّة والشجاعة فصاحبك ضَعِيف النكاية قَلِيل الحماية تَابع لغيره مَأْمُور مَحْكُوم عَلَيْهِ فَافْهَم وصاحبي عَظِيم الهيبة كثير الْمَنْفَعَة متبوع أَمِير يتحاكم إِلَيْهِ غايتك أَن تكون من بعض خدمته ومنخرطا فِي سلك أَتْبَاعه وحشمه وَبِي فتحت الْبِلَاد ودانت بِالطَّاعَةِ لرب