وقال رحمه الله: ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلاً جداً، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم.

وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر.

ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عن كل آية منه وأسأله عنها، ولهذا قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسْبك به.

ولهذا يعتمد على تفسير الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم، وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صَنّف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره.

والمقصود أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة، وإنْ كانوا قدْ يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال. انتهى (?).

وقد تبين أن النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جداً وأنه قليل في التابعين بالنسبة لمن بعدهم ونحن أُمِرْنا بإتباع نبينا والصحابة ونُهينا عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015