إن الذي ألْجأ داروين إلى اعتقاد نظريته القرديّة هو اعتقاد إخوانه من القرود الذين تخيَّلوا الكون على ما يليق بضلالهم وكفرهم، وقد استحكمت الفتنة فصارت مشتركة إذْ قلّدهم في ذلك العرب وكثيرون ممن ينتسبون للإسلام.
وإن الاعتراضات الواردة على نظرية داروين واردة وأعظم منها وأكثر على نظرية السديم المزعوم في بداية الكون والمجرات الخيالية.
قد يقولون: إن نظرية داروين نفي للخالق، فيقال لهم: ونظرية السديم أيضاً ليس للخالق فيها ذكر ولا هي فعله، فإذا قالوا: نحن جارَيْناهم في نظرية السديم وخالفناهم في الإلحاد حيث نثبت أن الله هو خالق السديم وذرّاته وهو الذي جعله يدور، وجعل الأرض تدور أيضاً بسبب انفصالها من دورانه، كذلك هو المكوِّن لبلايين المجرات، وهو الذي يجعل الكون يتسع.
فيقال لهم: قد وُجد منكم من يُقرّ نظرية داروين وأحسن أحواله أنه يشك فيها ومع هذا يثبت الخالق وأنه خلق المخلوقات على الكيفية التي ذكر داروين، وأنتم ترفضون أن تكون بداية المخلوقات هكذا وبداية الإنسان هكذا حيث اسقط الداروينيون كرامته وتميّزه عن أي حيوان آخر، فلماذا قبلتم نظرية السديم والدوران والمجرات الخيالية مع إثبات الخالق ورفضتم نظرية داروين لما تبنّاها من يُثبت الخالق؟.