وارجع الآن إلى وصف الكون المتقدم وانظر هل يليق أن يُمدح الله بهذا؟ أو أنه كذب وضلال؟

وليس الكلام على القدرة فالرب سبحانه قادر أن يخلق من العوَالِم ما لا يحصى ولا يُعَدّ، فالقدرة صالحة إنما الشأن بالواقع الذي يُصَدّقه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، أما هذيان المعطلة فيليق بهم وخيالهم ثمرة من ثمار كفرهم وتعطيلهم، ولا بد من التفريق بين الصور الذهنية والخارجية الحقيقية، فالأولى لا حَدَّ لها إذا لم تطابق الحقيقة الخارجية لكنها لا تخرج عن محيطها الذهني وهي تصوّر باطل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا يمكن تقدير أشكال بعضها أكبر من بعض بلا نهاية لها، ولا يلزم من إمكان تقدير ما لا نهاية له إمكان ذلك في الخارج. انتهى (?).

تأمل قوله: وتقدير أشكال بعضها أكبر من بعض بلا نهاية فهذا خيالهم في السديم والمجرات، وقوله: وأبعاد لا نهاية لها، مثل خيالهم في سعة الكون وسنينهم الضوئية التي لا نهاية لأبعادها، وبلايينهم في نشأة الكون ونهايته وغير ذلك.

من الأحقاب والعصور الداروينية كما فيما يسمى (السجل الجيولوجي).

ويقول ابن القيم رحمه الله مما ينطبق على هؤلاء أيضاً: وكثيراً ما يترائى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015