وقال المقريزي في كتاب (الخطط): وقد كان المأمون لما شُغف بالعلوم القديمة بعث إلى بلاد الروم من عَرّب له كتب الفلاسفة وأتاه بها في أعوام بضع عشرة ومائتين من الهجرة فانتشرت مذاهب الفلاسفة في الناس واشتهرت كتبهم بعامة الأمصار وأقبلت المعتزلة والقرامطة والجهمية وغيرهم عليها وأكثروا من النظر فيها والتصفح لها فانجرّ على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء والمحنة في الدين وعَظُم بالفلسفة ضلال أهل البدع وزادتهم كفراً إلى كفرهم. انتهى (?).
وقد تقدم أمر عمر رضي الله عنه بتحريق مكتبة الإسكندرية ومكتبة فارس حماية وصيانة لعلم الوحي أن يُشاب بما يُفضي إلى الخسران والتباب.
ويقال للزنداني: قلت بعد الكلام السابق: لكن بعد أن ضعف المسلمون واستلمت قيادة العالَم القوّة الكافرة يوم ذاك القوة الصليبية ونهض العلم في ديارها سَرَعان ما اصطدم العلم بالدين المبدّل المحرّف. انتهى. (ص34، 37).
فهذا الكلام يتبين منه مرادك بالعلم وأنه علوم الغرب الكافر، أما العلم الذي زعمت أنه في بلاد المسلمين يقوم على البحث فهو علم ابن سينا ومحمد بن زكريا الرازي وابن الهيثم، وهؤلاء كفار بشهادة علماء