وذكر شيخ الإسلام أيضاً أن عمر انتفع بما أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بيده شيئاً من التوراة (?)، قال الشيخ: ولهذا كان الصحابة ينهون عن اتباع كتب غير القرآن، وعمر انتفع بهذا حتى أنه لما فتحت الإسكندرية وُجِدَ فيها كتب كثيرة من كتب الروم فكتبوا فيها إلى عمر فأمر بها أن تحرق وقال: حسْبنا كتاب الله (?).
أما قول صاحب كتاب توحيد الخالق المتقدم: (فكلما تقدم البشر في علومهم وارْتقوا إلى مستوى فهم العلم الإلهي الذي يشتمل عليه الوحي، إلى آخره، فيقال له: أي تقدم هذا الذي يرقى بالبشر إلى فهم العلم الإلهي؟ إن كانت علوم المعطلة فقد تبين ضلالها، وإن كان العلم النافع فهو في نقص من وقت الصحابة إلى يومنا هذا الذي قَلّ فيه العلم النافع الذي يصل نوره إلى القلوب فيوجب التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود ويوجب الخشية التي هي من أبرز علاماته، فأين العلم اليوم، وأين أثره في الوجود؟.
أما ما فُتح من العلم في وقتنا فهو مصروف عن طريقه مُبْعَدٌ عن تأثيره مُزاحَمٌ بما يضعفه مشوب بما يفسده.
وكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنهما أنه وجد مكتبة في بلاد فارس فيها كتبهم فأمر عمر أن تحرَّق.