يقول شيخ الإسلام في هؤلاء: إنهم جَوَّزوا أن تكون الأمة مجتمعة على الضلال في تفسير القرآن والحديث، وأن يكون الله أنزل الآية وأراد بها معنى لم يفهمه الصحابة والتابعون ولكن قالوا: إن الله أراد معنىً آخر. انتهى.

تأمله فقد وقع فيه ما لا يحصى من الخلق، ويوضح ذلك ويُعظم خطره قوله رحمه الله: ولم يستشعروا أن المتأوّل هو مبيّن لمراد الآية مخبر عن الله تعالى أنه أراد هذا المعنى إذا حملها على معنى. انتهى (?).

وحيث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباعه واتباع خلفائه الراشدين ونهانا عن الإحداث والتغيير والتبديل، وقد قال تعالى: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) الآية.

وغير ذلك من نصوص الكتاب والسنة فما ظن من زعم إعجاز القرآن بعدد حروف الآيات المتناظرة ونحو ذلك مما لم يذكره النبي ولا الصحابة مثل كتاب (المعجزة) الذي تكلف فيه صاحبه بما أحدثه مما لا يعهد للأمة به، فهل في بيان النبي والصحابة نقص حتى يكمله المتأخرون أم أنها الجرأة على كلام الله وانصراف القلوب عن تدبر معانيه إلى حساب حروفه؟.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015