واتساع الفضاء الذي لا ينتهي.
قد علمنا من كلام ربنا وكلام نبينا ما يغنينا عن سلوك مسالك أهل الضلال سواء في بداية الخلق ونهايته وكل ما نحتاج إليه مما يُصلحنا من أمور ديننا ودنيانا، والشر لا يأتي بالخير والهدى لا يجيء من الضلال.
وانظر الآن كلام علماء السلف في هذه الآية وأمثالها يتبين لك الفرقان بين سبيل الرحمن وسُبل الشيطان.
قال ابن القيم رحمه الله: كل موضع أمر الله سبحانه فيه بالسير في الأرض، سواء كان السير الحسِّي على الأقدام والدواب أو السير المعنوي بالتفكّر والاعتبار، أو كان اللفظ يعمّهما وهو الصواب فإنه يدل على الاعتبار والحذر أن يحلّ بالمخاطبين ما حَلّ بأولئك.
ولهذا أمر الله أولي الأبصار بالاعتبار بما حلّ بالمكذبين (?). انتهى.
وأخبر أن حُكم الشيء حكم مثله وذلك مما يوجب الحذر أن يحل بالمخاطبين ما حَلّ بمن قبلهم، فأين هذا مما ذهب إليه صاحب كتاب توحيد الخالق أم أنه التلاعب بكلام الله وتصريفه تبعاً للهوى والضلال، وذكر رحمه الله قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا).