يقول في عدم فناء الأشياء:
ولا من يرى الأشياء تفنى ... بحيث تكون من عدمٍ هواءِ
ولكن هُنّ في جمع وفَرْقٍ ... تبدّلُ منهما صُوَر البقاءِ (?)
يعني أن الأشياء لا تفنى وإنما تتبدل صورها بالجمع والفرْق يعني حسب التركيب الذري، ولذلك قال: (في جمع وفرق).
وهذا الزنديق يُنكر الوحي على الأنبياء ويرى الشرائع مختلفة من قوم دهاة أذكياء خدعوا الناس بأنهم أنبياء يوحى إليهم، يقول عن نفسه:
ولستُ من الذين يروْن خيراً ... بإبقاء الحقيقة في الخفاءِ
ولا ممن يرى الأديان قامت ... بوحي مُنْزَلٍ للأنبياءِ
ولكن هُنَّ وضْعٌ وابْتداعٌ ... من العقلاءِ أربابُ الدّهاءِ
وقد أنكر البعث والجزاء عدو الله وتبرأ ممن يُصلي ويصوم يقول عن نفسه:
ولا من معْشر صَلّوْا وصاموا ... لِما وُعِدوه من حُسْن الجزاءِ
ولا ممن يرْون الله يجزي ... على الصلوات بالحور الوُضاءِ
فهذا ممن صَرّحوا وغيره كثير يكتمون مثل زندقته، وكثيرون وقعوا في حيرة وشك.
المثال الثاني: جميل الزهاوي العراقي، وهذا ممن تزنْدق بعلوم الغرب المعطلة، وله شعر كفريّ نجس يقول فيه: