حيث صورتموهم لهم بصورة من يستحق المدح ويسْتوجب التعظيم إذ أن الله فتح عليهم العلم، بمخلوقاته بما لم يفتحه للمسلمين وهم أضل من الحمير، وكفى بهذا شراً.
والمراد كلامه عن الأرض وانفصالها عما في السماء كما زعم، وقد ذكر ذلك أيضاً في كتابه الذي سماه (العلم طريق الإيمان)، وهو إنما ينقل من الملاحدة وكأن كلامهم قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فهو يعتقد ويُقرّر نظريات انفصال الأرض عما في السماء مما يسميه الملاحدة (السديم)، وذكر أن انفصال الأرض والكواكب من غازات وأتربة كانت تدور في الكون وذلك في كتابه الذي سماه: (العلم طريق الإيمان) ص42.
لقد خاض صاحب كتاب توحيد الخالق فيما خاض به الملاحدة في شأن المخلوقات وبدايتها ونهايتها ولكن خوض ثماره الضلال والإضلال وعاقبته لا شك خسران وَوَبال، لأنه سَيْر في ظلمات لا يهتدي السالك فيها ولا ينجو من آفاتها، وإن كثيرين سلكوا تلك الطرق المظلمة فأظلمت قلوبهم وضلّت عن معرفة خالقهم فأنكروه وجحدوه.
وكثيرون من أهل هذه الطريق صار أحسن أحوالهم الشك، وحسْبك به مصيبة، ويأتي إن شاء الله الدليل على بداية المخلوقات وأنها ضد