أَخْبرنِي عَليّ بن نصر بن فنن، الْكَاتِب النَّصْرَانِي: أَن أَبَا عبد الله زنجيا الْكَاتِب، سرق مِنْهُ مَال جليل، وَكَانَ شَدِيد الْبُخْل، فناله غم شَدِيد، حَتَّى أنحل جِسْمه، واجتهد فِي صرف الْهم وَالْغَم عَنهُ، فَلم يجد إِلَى ذَلِك سَبِيلا.
فَشَاور الْأَطِبَّاء فِي ذَلِك، وَعمِلُوا لَهُ أَشْيَاء وصفوها لَهُ، فَمَا نجعت، إِلَى أَن اسْتَشَارَ عَليّ بن نصر، الطَّبِيب النَّصْرَانِي، جده، وَكَانَ يطب زنجيا وَيلْزمهُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَن يصوغ إهليلجة من ذهب، ويمسكها فِي فِيهِ.
فَفعل ذَلِك، فَلم تمض إِلَّا أَيَّام، حَتَّى زَالَ غمه، وَعَاد إِلَى صِحَة جِسْمه.